Skip to main content

22 كانون الثاني 2021اياد السامرائي : تفجيرات بغداد جرس انذار

اياد السامرائي : تفجيرات بغداد جرس انذار

في منتصف دورة حكومة الدكتور حيدر العبادي احتفلت الدولة بالانتصار على الارهاب ودحره وتحرير كل العراق منه، وهو انتصار زج بالالاف من عناصر داعش وانصارهم في المعتقلات لاجراء تحقيق واسع لكشف كل ما تبقى من خلاياها.

وكنا مستبشرين بانتهاء عهد الارهاب لندخل مرحلة الاستقرار، وان العالم الذي وقف مسانداً للعراق سيقف معه ايضا في بناء قوته الذاتية وتحقيق نمو اقتصادي متميز، ومن هنا اتى مؤتمر الكويت لدعم التنمية في العراق واعادة الاعمار .

استمرت قواتنا المسلحة الباسلة في جهودها وحملاتها لاجتثاث كل جذور داعش ان وجدت، وما يحصل من حوادث متفرقة فكان يجري الاستهانة بها.

ولكن الحدث الاخير الذي وقع في ساحة الطيران، وأعاد بألم الصور المروعة التي ظننا أنها غادرتنا، كان ضربة في الصميم يجب ان تدق لدى الجميع جرس الانذار من القادم لا سمح الله.

وهنا من المهم السؤال:
* لماذا لم يتمكن الجهد الاستخباري من كشف كل الخلايا الداعشية؟
* وهل تمكنت القوات المسلحة من ضبط الحدود؟
* وهل هناك دول عادت لتدعم الارهاب؟ أم أن الأمر نتاج الاسترخاء الامني؟
* ولماذا لم ينجح التوسع في عديد القوات الامنية بعشرات الالاف في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والذي يثقل اعباء الموازنة ويستهلك ثلثها تقريباً في ايجاد القدرة الكافية للقضاء التام على الارهاب؟

لا يوجد بلد في العالم ينفق على موازنة القوات المسلحة من رواتب وتجهيزات بقدر ما ينفقه العراق مقارنة بدخله القومي، وعلى الرغم ذلك نجد انفسنا أننا ما زلنا عالة على دول صديقة سواء في الاستخبارات او الاسناد الجوي او التدريب منذ اعادة تاسيسه بعد الاحتلال.

يعترف وزير الدفاع بعدم قدرة الجيش على القيام بتدريبات واسعة على مستوى الوحدات والافراد لانه توزع إلى وحدات حراسة ونقاط سيطرة صغيرة، بينما جيوش دول الجوار لا تنهي مناورة حربية الا وتتحضر للتي تليها!

آن الاوان لتتحول قواتنا المسلحة بكل اصنافها واقسامها الى قوات محترفة باعلى درجات الفاعلية والكفاءة والانضباط بعيدا عن اية تاثيرات سياسية.

نحن امام مرحلة لا تقتضي التوسع عدداً بل الارتقاء كفاءةً، وعسى ان يكون جرس الانذار الذي اطلقته الانفجارات الاخيرة من القوة بحيث يسمعه ويستجيب له الجميع.

نأمل ذلك.